ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ
ﻛﺎﻥ ﻳﺎ ﻣﻜﺎﻥ
ﻓﻼَّﺡ ﻣﻴﺴﻮﺭ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ. ﻭﺫﺍﺕ ﻣﻮﺳﻢ
ﺍﻧﺤﺒﺲ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻓﺤﺰﻥ ﺍﻟﻔﻼَّﺡ
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﺬﺭ ﺍﻟﺤﺐ، ﻓﺘﻮﺟَّﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻠﻪ ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ، ﻧﺎﻇﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﻢ،
ﻣﻨﺸﺪﺍ
ﺗﻌﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﻄﺮ ﺗﻌﺎﻝْ
ﻛﻲ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭْ
ﻭﻧﻘﻄﻒَ ﺍﻟﻐﻼﻝْ
ﺗﻌﺎﻝ ﻟﺘﻀﺤﻚَ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝْ
ﻭﻧﻨﺸﺪَ ﺍﻟﻤﻮّﺍﻝ ْ
ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ .. ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﺔ ﺑﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔﻼّﺡ، ﻓﺰﺍﺩ ﺣﺰﻧﻪ، ﻭﺍﻋﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ
ﻣﻬﻤﻮﻣﺎً ﺣﺰﻳﻨﺎ
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻮﺍﺳﻴﺔ
ﺻﻞِّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻫﻮّﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎﻟﻚ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒّﺔ ﻗﺒّﺔ
ﺩﻋﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻡّ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﻴﻚِ ﻭﻻ ﺗﺰﻳﺪﻱ ﻫﻤّﻲ
ﻃﻴّﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﻨﺪ ﺍﻟﺤﻴﻄﺎﻥ ﻗﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﺳﻊَ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ
ﺃﺳﻌﻰ ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﺃﻥّ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﺗﺸﻘّﻘﺖ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﺍﻟﺤَﺐَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﺭﺗﻪ
ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ
ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚِ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺣﺘﻤﻞ ﻟﻜﻨّﻚ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﺴﻨﻤﻮﺕ
ﺟﻮﻋﺎً ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﻔﻨﺔ ﻃﺤﻴﻦ ﻗﻢ ﻭﺍﻗﺼﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺒﻼﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﺑﻜﻼﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺤﻤﻞ ﺯﺍﺩﻩ ﻭﻭﺩّﻉ ﺃﻫﻠﻪ ﺛﻢّ ﻣﻀﻰ
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮّﺣﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟـﻪ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﺑﺪ ﻣﺸﻘﺎﺕ ﻭﺃﻫﻮﺍﻻً ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎً
ﻳﻈﻬﺮ ﻟـﻪ ﻭﺣﺶ
ﻓﻴﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻭﻳﻄﺮﺣﻪ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻌﺘﺮﺿﻪ ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ
ﻓﻴﺼﻌﺪﻩ ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻓﺨﻢ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺗﻌﺮّﺵ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ
ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻔﻼَّﺡ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ، ﺣﺘّﻰ ﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ
ﻫﻴﻪ ﺃﻧﺖ، ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺘﻤﻊ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﻭﺳﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺣﻮﺍﺭﻫﻤﺎ، ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻟﻠﺤﺎﺭﺱ ﺃﻥ ﻳُﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻓﻮﺭ ﻣﺜﻮﻟﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻗﺎﻝ:
ﺍ ﻟﺴَّﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ
ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻬﻨﺘﻚ
ﻓﻼَّﺡ ﺃﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺛﻢّ ﺳﺮﺩ ﻟﻪ ﻗﺼّﺘﻪ
- ﺇﻳﻪ .. ﻃﻴّﺐ، ﺍﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎﻻ ﺃﺣﺘﺎﺟﻪ،
ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺰﺍﺭﻋﻮﻥ
ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺭﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﺴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺼّﺨﻮﺭ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﻓﻜﺮ ﺑﺎﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﻣﻮﺍﻓﻖ
ﺇﺫﺍً ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭّﻝ ﺑﻘﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﺎ ﻫﻮ
ﺍﻷﺟﺮ ﺃﻧﺎ ﺃﺩﻓﻊ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍً ﺫﻫﺒﻴﺎً ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻓﻬﻞ ﻳﻮﺍﻓﻘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﺣﻚّ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻔﻜﺮﺍً ﻗﺎﻝ
ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﺗﺰﻥ ﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ
ﻭﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻭﺯﻧﻪ ﺫﻫﺒﺎً
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻣﻨﺪﻳﻼً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻣﻄﺮﺯﺍً ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺧﻀﺮﺍﺀ .
ﻭﻓﻮﺭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺷﺮﻉ ﻳﻀﺤﻚ ﺣﺘّﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
ﻛﺮﺳﻴّﻪ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ
ﻣﻨـ .. ﻣﻨﺪﻳﻞ ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻠﻪ ﻭﻛﻢ ﺳﻴﺒﻠﻎ ﻭﺯﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ ﺃﻛﻴﺪ ﺃﻥّ
ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺯﻥ ﻗﺮﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀّﺔ ﻫﺎ ﻫﺎ ﻫﺎ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﺆﻛﺪ ﺃﻧﻚ ﺃﺣﻤﻖ
ﺑﻠﻊ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﺭﻳﻘﻪ ﻭﻗﺎﻝ
ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺮّﺑﺢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻚ ﻓﻼ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﺣﺘّﻰ ﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﻭﺯﻧﻪ ﻭﺯﻥَ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﺵ
ﻟﻤﺲ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺎﻥ ﺟﺪّﻳﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻓﺎﺳﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ
ﺗﻮﻛَّﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﺎﻙ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼّﺨﻮﺭ ﺷﻤّﺮ ﻋﻦ ﺯﻧﺪﻳﻚ ﻭﺍﺑﺪﺃ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﺣﺪﻳﺚ
ﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﺍﻟﻔﺄﺱ ﺑﺰﻧﺪﻳﻦ ﻓﻮﻻﺫﻳﻴﻦ ﻣﺸﻰ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺼّﺨﻮﺭ ﺑﺨﻄﺎ ﻭﺍﺛﻘﺔ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪِّﻱ
ﺛﻢّ ﻭﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺷﻖ ﻫﻮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﻄﺮﻗﺘﻪ ﻓﺘﻔﺘّﺘﺖ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ
ﻣﺘﺤﻮّﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﻠّﻤﺎ ﻧﺰَّ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺃﺧﺮﺝ
ﻣﻨﺪﻳﻠﻪ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮ ﻭﻣﺴﺤﻪ.
ﻋَﻤِﻞَ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﺑﺠﺪّ ﻭﺗﻔﺎﻥٍ، ﺣﺘّﻰ ﺇﻧّﻪ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ
ﺻﺨﺮﺓ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺗﺼﺒّﺐ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻛﺤﺒّﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ
ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺣﺎﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .
ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺈﺧﻼﺹ، ﻫﺎﺕِ ﻣﻨﺪﻳﻠﻚ ﻛﻲ ﺃﺯﻧﻪ ﻟﻚ
ﻧﺎﻭﻟـﻪ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻣﻨﺪﻳﻠﻪ ﺍﻟﺮّﻃﺐ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻛﻔّﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﻗﺮﺷﺎً ﻓﻀﻴَّﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔّﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﻓﺮﺟﺤﺖ ﻛﻔّﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﺪّﺓ ﻗﺮﻭﺵ ﻭﺃﺿﺎﻓﻬﺎ، ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻛﻔّﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺭﺍﺟﺤﺔ
ﺍﻣﺘﻌﺾ ﺃﺯﺍﺡ ﺍﻟﻘﺮﻭﺵ ﺍﻟﻔﻀﻴّﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍً ﺫﻫﺒﻴﺎً ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ
ﺍﺣﺘﺎﺭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﻣﻨﺪﻳﻼً ﻏﻤﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻨﺪﻳﻞ
ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻓﺮﺟﺤﺖ
ﻛﻔّﺔ ﺍﻟﺪّﻳﻨﺎﺭ
ﺯَﻓَﺮَ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﻗﺎﻝ
ﺃﻓّﻤﺎ ﺳﺮّ ﻣﻨﺪﻳﻠﻚ ﺃﻫﻮ ﻣﺴﺤﻮﺭ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺧَﺮﺏ ﻟﻜﻦ ﻭﺯﻧﻪ ﻟﻤﻨﺪﻳﻞ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻼّﺡ
ﻭﺷﺮﻉ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺰﻥ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻮﺿﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﺫﻫﺒﻴﻴﻦ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻮﺍﺯﻧﺖ ﺍﻟﻜﻔّﺘﺎﻥ
ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺠﻦ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻳﻌﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ
ﻧﻬﺾ ﻣﺤﻤﻮﻣﺎ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﻭﻗﺎﻝ
ﺗﻜﻠّﻢ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻩ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻣﻦ ﺳﺤﺮ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺪﻳﻞ
ﻭﺑﻬﺪﻭﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﻼّﺡ
- ﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼّﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺼّﺔ ﺳﺤﺮ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻪ
ﺍﻟﻘﺼّﺔ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻫﻲ ﺃﻥّ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺷﺮﻳﻔﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﻄّﺎﻫﺮﺓ
ﻳﻨﺰّ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﺮﻗﺎً ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻘﻴﻼً ﺃﺛﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻜﺜﻴﺮ
ﻫﺰَّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﻗﺎﻝ
ﺳﻠّﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﻚ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻟﻚ ﺑﻤﺎﻟﻚ ﻭﺟﻬﺪﻙ ﻭﻋﺮﻗﻚ ﺗﻔﻀﻞ ﺧﺬ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮﻙ
ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﺍﻗﺼﺪ ﺃﻫﻠﻚ ﻏﺎﻧﻤﺎ
ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻔﻼّﺡ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻔﺮﺣﻮﺍ ﻭﻫﻠﻠﻮﺍ ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ
ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻓﻨﻌﻤﻮﺍ ﻭﺭﻓﻠﻮﺍ
ﻭﺗﻮﺗﺔ ﺗﻮﺗﺔ ﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﺤﺘﻮﺗﺔ