ﻌﺮﺍﻕ : ...
ﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍً
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ ،
ﻭﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ. ﻭﻳﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻮﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ
ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺃﻭﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻮﺭﻛﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺃﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﮔﻠﮕﺎﻣﺶ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﮔﻠﮕﺎﻣﺶ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺳﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻣﻌﺒﺪ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻋﺸﺘﺎﺭ ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﺮ ﺃﻥ ﻋﺮﺍﻕ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ
ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﺩﺟﻠﺔﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻭﻷﻫﻤﻴﺘﻴﻬﻤﺎ ﺷﺒﻬﺘﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ
ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻭﻕ ﺃﺷﺠﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻭﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﻏﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ. ﻭ ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ (ﺍﻻﻧﻬﺎﺭ ) ﻓﻴﻪ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻮﻥ ﺍﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺭﻭﻙ ﺍﻗﺪﻡ. ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﺦ.
ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﺈﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺒﻼﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ( ﺑﻴﺖ ﻧﻬﺮﻳﻦ Beth-
Nahrain ﺑﺎﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭ ﻣﻴﺰﻭﺑﻮﺗﺎﻣﻴﺎ Mesopotamia ﺃﻭ
Μεσοποταμία ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ
ﻧﻬﺮﻱ ﺩﺟﻠﺔﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺗﻘﻊ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎﻭﺗﺮﻛﻴﺎ
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ " ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ " ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ
ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺸﺄ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺃﻧﻬﺎﺭ
ﺍﻟﻨﻴﻠﻮﺍﻟﺴﻨﺪﻭﻫﻮﺍﻧﻎ ﻫﻲ .
ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﺤﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻡ ﻗﺼﺮ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺣﺪ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ
ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ 20 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ . ﻳﻤﺮ ﻧﻬﺮﺍ ﺩﺟﻠﺔﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﻮﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﺸﺄﺓ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ
7000 ﺳﻨﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻨﻮﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻨﻮﺍﻷﺷﻮﺭﻳﻴﻨﻮﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺃﻧﺒﻌﺜﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ...
ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ :
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ
ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﺴﻮﻳﺮ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻭﻣﺪ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ. ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ 6000 ﻕ .ﻡ. ﻇﻬﺮﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻧﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻕ.ﻡ . ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻳﺮﻳﺪﻭﻭﺃﻭﺭﻭﻙ (ﻭﺭﻛﺎﺀ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﻴﺚ
ﺃﻗﻴﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺏ ﺍﻟﻄﻴﻨﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺑﻤﺸﻐﻮﻻﺕ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ
ﻭﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﺃﺧﺘﺮﻋﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮﻥ
ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﺷﻤﺎﻻً ﻷﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺃﻫﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﻳﺰﻳﻨﻮﻛﻴﺸﻮﻻﺭﺳﺎﻭﺃﻭﺭ ﻭﺃﺩﺍﺏ. ﻭﻓﻲ
ﺳﻨﺔ 2350 ﻕ.ﻡ . ﺃﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻮﻥ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻻﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ
ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ 3500 ﻕ.ﻡ ، ﻭﻓﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺷﻜﻞ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺭﺣﻞ ﺑﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ . ﻋﺎﺵ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻮﻥ
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺷﻤﺎﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ. ﻭﺁﻟﺖ ﺍﻟﻴــﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄــﺔ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ( 2350 ﻕ .ﻡ ) ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ ﺳﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺳﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺑﻼﺩ ﺳﻮﻣﺮ
ﻭﻓﺮﺽ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺪ ﻋﺎﺻﻤﺘﻪ . ﺛﻢ
ﺑﺴﻂ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺑﻼﺩ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻭﻋﻴﻼﻡ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ
ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﻭﺍﻣﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺣﺘﻰ ﺩﺍﻧﺖ
ﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺳﺲ ﺃﻭﻝ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ . ﻭﺷﻬﺪ ﻋﺼﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻧﺘﻌﺎﺷﺎً ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺑﺴﺒﺐ
ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ
ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺑﻤﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ
ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺣﻠﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﺔ ﻣﺤﻞ
ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ. ﻭﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻘﻄﻪ ﺍﻟﺠﻮﺗﻴﻮﻥ
ﻭﺗﻴﻮﻥ ﻋﺎﻡ 2218 ﻕ .ﻡ. ﻭﻫﻢ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ
ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺭ ﻭﺣﻜﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﺑﻼﺩ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ .
ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻼﻣﻴﻮﻥ ﻭﺩﻣﺮﻭﺍ ﺃﻭﺭ ﺳﻨﺔ 2000 ﻕ.ﻡ . ﻭﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻮﺭﻭﺍ ﺷﻴﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﻭﺣﺪ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺣﻜﻤﻪ. ﻟﻜﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﺗﻮﻟﺖ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺁﺷﻮﺭ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﻝ. ﻭﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺜﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ
ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﻟﻴﻌﻘﺒﻬﻢ ﻓﻮﺭﺍ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﻮﻥ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ . ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺇﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ( ﺷﻌﺐ ﻻﺳﺎﻣﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺍﺳﻢ
ﺣﻮﺭﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﻧﻴﻮﻥ ) ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ ﻭﻇﻠﻮﺍ ﺑﺒﻼﺩ ﻣﺎﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻟﻌﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ 1700 ﻕ .ﻡ. ﺃﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ. ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺁﺷﻮﺭ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ
ﺑﻼﺩ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻭﻫﺰﻡ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺑﺎﺑﻞ ﻋﺎﻡ 1225 ﻕ.ﻡ. ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﺎﻡ 1100 ﻕ.ﻡ.
ﺗﻜﻠﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻟﻐﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺛﻼﺙ ﻟﻐﺎﺕ
ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺮﻯ . ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻔﺘﺮﺓ
ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺔﺍﻻﻛﺪﻳﻴﻦ , ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ , ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ
ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ 500 ﻕ.ﻡ . ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ
( ﺑﻠﻬﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ= ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ). ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﺣﺘﻰ 500
ﺏ .ﻡ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﻭ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻛﺎﻟﻜﻠﺪﺍﻧﻴﻮﻥ, ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﻮﻥ , ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻭ
ﺍﻻﻳﺰﻳﺪﻳﻮﻥ . ﺍﻣﺎﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻴﺮﺟﻊ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﻣﻴﻼﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻭﺭ 2000- 1500 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ , ﺣﻴﺚ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ .
ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺍﻷﺑﻦ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ . ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ
ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻧﺒﻮﺧﺬ ﻧﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ,
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻴﺴﺎﻥ ﻭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺮ (ﻧﻴﻨﻮﻯ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ , ﻣﻦ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺫﺭﺓ ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ 266 ﻡ - 633
ﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ ...
ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﺎﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ :
ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺑﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻻﺧﻤﻴﻨﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﺪﺀﺍً
ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭ
ﺣﻠﻔﺎﺀﻫﻢ ﻣﻠﻮﻙ ﺑﻨﻲ ﻟﺨﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻮﻥ (ﺍﻟﻤﻨﺎﺫﺭﺓ ) . ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﺨﻤﻴﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺍﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ... ..
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ :
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 762 ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ. ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﺼﺮ ﺇﺯﺩﻫﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 800 ﻡ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﺳﻼﻻﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ. ﺣﺘﻰ
ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻼﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻮﻳﻬﻴﻮﻥ ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1258ﻡ
ﺩﻣﺮﺕ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺧﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻝ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺧﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ 800 ،000 ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻐﺪﺍﺩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻴﻄﺮ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺴﻤﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ
ﺛﻼﺙ ﻭﻻﻳﺎﺕ، ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﺍﻹﻧﺘﺪﺍﺏ ﺛﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﺎﻡ 1932ﻡ، ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺑﺈﺳﺘﻼﻡ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. ... .
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ :
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1958ﻡ ، ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﻓﻲ 17 ﻳﻮﻟﻴﻮ/ ﺗﻤﻮﺯ 1968ﻡ.
ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻠﺪﺍً ﻏﻨﻴﺎً ﺑﺜﺮﻭﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﺎً
ﻋﺎﻡ 1979ﻡ، ﺑﺤﻠﻮﻟﻪ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻜﺮ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻳﺸﻜﻞ 95 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ . ﺇﻻّ ﺃﻥ
ﺣﺮﺑﻪ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1991 ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺃﺳﺘﻨﺰﻓﺖ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﺛﺮﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ..
ﺣﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻨﺬ ﺗﺎﺳﻴﺴﻪ :
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﺳﺘﺎﻧﻠﻲ ﻣﻮﺩ ﻋﺎﻡ 1916ﻡ .
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺭﺷﻴﺪ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻲ ﻋﺎﻡ 1941ﻡ.
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1948ﻡ، ﺑﻌﺪ ﺍﻋﻼﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺎﻡ 1947ﻡ .
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺎﻡ 1967ﻡ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ .
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺎﻡ 1973ﻡ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﺤﺮﺏ
ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎﻡ 1973ﻡ.
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ - ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ .
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺎﻡ 1990ﻡ .
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ 2003- ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ :
-1 ﺑﻐﺪﺍﺩ
2- ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
3-ﺩﻳﺎﻟﻰ
4- ﻭﺍﺳﻂ
5-ﻣﻴﺴﺎﻥ
6- ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ
7-ﺫﻱ ﻗﺎﺭ
8-ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ
9- ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ
10- ﺑﺎﺑﻞ
11- ﻛﺮﺑﻼﺀ
12- ﺍﻟﻨﺠﻒ
13- ﺍﻷﻧﺒﺎﺭ
14- ﻧﻴﻨﻮﻯ
15- ﺩﻫﻮﻙ
16- ﺍﺭﺑﻴﻞ
17-ﻛﺮﻛﻮﻙ
18- ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ :
ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 27ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ ، ﺣﻮﺍﻟﻲ 40% ﻣﻨﻬﻢ
ﺗﺤﺖ ﻋﻤﺮ 15 ﺳﻨﺔ. ﻭﻳﺴﻜﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﻫﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ (6 ﻣﻠﻴﻮﻥ ) ﺛﻢ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ. ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ
95% ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ . ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻘﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻟﻐﺘﺎﻥ ﺭﺳﻤﻴﺘﺎﻥ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭﺍ . ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻭﺍﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ. ﻭﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ
ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﺎﻡ 2002
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ :
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ :
ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻓﺈﻥ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ. ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ، ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ، ﺍﻟﺘﻤﻮﺭ،
ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ . ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻧﻬﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﺭﺩ ﺍﻻ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﺍﻣﺎ
ﺍﻻﻥ ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺍﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﺴﺪ
ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. .
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ :
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻂ. ﻓﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻩ ﻧﻔﻄﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻻﻭﻝ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،
ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻷﻭﺑﻚ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1925. ﻭﻗﺪ
ﺑﺪﺃ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﻛﺮﻛﻮﻙ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺗﻮﺍﻟﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﻢ ﺗﺄﻣﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1972. ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻢ ﺍﺗﺒﻌﺖ
ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﻨﻔﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ
ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺼﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺗﻤﻮﺯ
1958 ﻭﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 80 ﻟﻌﺎﻡ 1961 ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ . ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ
1990 ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ( ﺃﺑﻴﺾ +
ﺃﺳﻮﺩ ) ﻗﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2000 ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺃﻧﺘﺞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ،ﻭﻃﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﺮﻳﺔ
ﻓﺎﻗﺖ 500 ﺃﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ / ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻂ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ـ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻜﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ـ 12 ﻣﺼﻔﺎﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
2000 . ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺳﻨﺔ 1989 ﺇﻟﻰ
14،5 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺷﻜﻠﺖ 99 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀ
ﺻﺪﺭ ﻋﺎﻡ 1990 ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺑﻠﻐﺖ 10 .535 ﻣﻠﻴﺎﺭ
ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻨﻬﺎ 99.5 % ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﻃﺎﻗﺔ ، ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺼﺔ ﺃﺳﺘﻴﺮﺍﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ( 28% ).
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1996 ، ﺷﻜﻠﺖ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ 269 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻘﻂ ﺃﻱ
ﺛﻠﺚ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ 950 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ
2001 ﻭﻭﺻﻠﺖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ 15، 14 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ
ﺇﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺼﻞ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ 15، 94 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ . ﻭﺑﻠﻎ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻨﻔﻂ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺣﻮﺍﻟﻲ 112 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺑﺮﻣﻴﻞ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺰﺍﻥ
ﻧﻔﻄﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻭﺗﺠﻌﻞ ﺍﻷﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ( ﻳﻘﺪﺭ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 150 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ )، ﻭﺗﺤﺴﻦ ﻧﺴﺐ
ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ …
ﺗﺠﻌﻞ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ
360 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺑﺮﻣﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﻧﺼﻒ. ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﻧﻔﻄﻴﺔ
ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﺻﻞ ﺣﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،
ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺇﻻ 15 ﺣﻘﻼً، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺤﻠﻠﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﻂ. ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻐﻠﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ. ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 18 ﺷﻬﺮﺍً ﻭﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻌﺎﻡ 1990 ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ 3،5 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً. ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺧﻼﻝ ﻋﺎﻡ 2004 ﺇﻟﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻧﺘﺎﺝ 5 .2 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 70 % ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻪ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ -ﺍﻷﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺒﻠﻎ 5.3 ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً
ﺑﺤﻠﻮﻝ 2005 ﺃﻭ 2006 . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻃﺎﻗﺘﻪ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ 6 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻭﺑﻚ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺃﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ
ﺣﻮﺍﻟﻲ 127 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎ. ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ
( ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺎﻥ ﻭﺍﻷﻧﺒﻮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺭ ﺑـﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺒﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻷﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﻗﻮﻑ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ
ﺃﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ . ﻭﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺑـ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﺘﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺑﺮﻣﻴﻞ / ﻳﻮﻡ ، ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺰﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﻔﻂ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻜﺴﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﻔﻂ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﺗﻬﺒﻂ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻟﻴﺼﻞ ﺳﻌﺮ
ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻭﻻﺭﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2004 ( ﻛﺘﺒﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ) .
ﻭﺳﺘﺒﻠﻎ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻧﺤﻮ 5
ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺑﺔ 3 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ. ﻭﻳُﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺪﺧﻞ.
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺈﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺗﺒﻠﻎ 112 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ
ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ، ﻭﻳﺤﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﻪ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻨﻔﻂ. ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻓﺎﻥ 90
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻜﺸﻒ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ
ﻳﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﻪ ﺏ 100 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺑﺮﻣﻴﻞ . ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ
ﺍﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻧﺘﺎﺟﻪ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺗﺘﺮﻛﺰ ﻣﻌﻈﻢ
ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺮﻛﻮﻙ
ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻳﺘﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﺗﺮﺑﻂ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺧﻄﻮﻁ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﻋﺒﺮ
ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺟﻴﻬﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ
ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺃﻡ
ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﻮﻁ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺮﺑﻂ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ، ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻭ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻞ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻋﺒﺮ ﺻﻬﺎﺭﻳﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺭﺩﻥ